قف أمام المرآة وانظر إلى نفسك واشكر خالقك على ما أعطاك إياه من النعم وهي –بصرف النظر عما تراها أنت الآن- كثيرة جداً لك وعائلتك وأحبائك بدلاً من أن تنظر إلى قائمة الديون المتراكمة عليك بسبب دخلك المتواضع، فعندما تشكر الله كل صباح على ما أنت عليه يغمرك شعور جديد من الرضى والسلام الداخلي سيهديك دون أن تدري كل ما تتمناه من الخير.
فكر بالسعادة التي منحك إياها الله حين منحك ابنك بدلاً من تفكيرك بمراهقته ومشاكسته التي تزعجك فهو سر سعادتك، ولن تنسى بالطبع أنك كنت يوماً ما بسنه وقلة وعيه، لا تطبق مفاهيمك وخبرتك الآن عليه فما زال نضجه غير مكتمل.
إن الهدف من كل تلك الخطوات السابقة هو أمر واحد فقط: إدخال الشعور بالرضى والشكر بما هو كائن إلى داخل نفسك، وهذا ما نسعى إليه كلنا ... شعور السعادة والسلام الداخلي.
لن تمطر لك السماء ذهباً حين تعتاد على هذا الشعور، ولكن ستصبح فرص قبولك لدى الطرف الآخر أكبر، فالشعور بالضيق والتفكير بالهموم يولد لديك سواء كنت تدري أم لا تدري شعوراً بقلة الثقة بنفسك، ويمكن لكل إنسان أن يرى فيك قلة السعادة والثقة بالنفس.
أنت نفسك يمكنك أن تعلم عند لقائك أي شخص ودون أن يتكلم أي كلمة إن كان مصدراً للرضى والسعادة أو كتلة من الهموم والطاقة السلبية.
قراءة شعور الآخرين من وجوههم أو حضورهم لا يحتاج إلى منجم أو طبيب نفسي ليعلم ذلك فالحضور وحده يكفي.
لاحظ أنك حين ترى طفلاً صغيراً فإنك تبتسم وتشعر بمشاعر أفضل قليلاً، لأنه كائن نقي مليء بالسعادة الكاملة ولم يتعرض لأي ظرف بعد، وإذا رأيت ميتماً أو حادثاً مأساوياً حتى وإن كان لأشخاص لا تعرفهم فإن شعور الحزن ينتابك فوراً.
الناس والظروف والمواقف تترك أثرها على المحيطين بهم، والكل سوف يتأثر بها لأنها طبيعة البشر التلقائية التي تقرأ شعور الشخص المقابل وتتأثر به مهما حاول هذا الأخير إخفاءه.