جرب بهدوء ولمدة عشر دقائق فقط –أتمنى أن تقوم بهذا الآن- أن تتخيل نفسك تتجول في المنزل الفخم الذي تريده، خذ وقتك بخيالك في كل خطوة، تخيل نفسك تصعد إلى الطابق العلوي درجة درجة، أدخل إليه وشاهد بعناية وتمهل كل محتوياته من اللوحات الفنية والتحف وأجهزة الكهرباء والترفيه .... انظر منه إلى الحديقة وكل زاوية من زواياها أنت وزوجتك وأولادك، ثم يطلب ابنك الصغير أن تخرج معهم برحلة فتستقلوا جميعكم سيارتك الفاخرة التي تتخيلها بكل تفاصيلها وخطوة بخطوة (افتح باب السيارة ......... اجلس على المقعد ......... أغلق الباب ......... شغل السيارة ......... انظر بالمرآة الجانبية لترى من خلفك قبل أن تقود السيارة إلى الشارع) ... كل ذلك في خيالك بالتفصيل.
ثم اذهب بخيالك مع عائلتك برحلة إلى مكان جميل تحبه ... البحيرة أو الغابة أو أياً كان، وبينما تعد زوجتك الطعام تقوم أنت باللعب مع أطفالك ... وترى ابتسامة الرضى على وجه زوجتك التي منحتها هذه الحياة الجميلة.
أضمن لك أنه وقبل نهاية العشر دقائق المفترضة سيتحسن شعورك للأفضل وتشعر بمشاعر جميلة وجديدة تماماً.
بالمقابل –ولا أطلب منك أن تجرب هذا- إذا قام شخص ما بالتفكير أو تحدث إلى صديقه عن ويلات الحرب في مكان ما، وتلك الجريمة البشعة التي حدثت للأطفال أو تدمير المنازل أو ... فإنه وخلال دقائق ينتابهما الشعور بالغضب أو الحزن والأسى.
بالطبع كلنا ينتابه هذا الشعور، ولا أعني إطلاقاً عدم الاهتمام بويلات الآخرين، فنحن نتمنى السلام والمحبة لكل مخلوق على وجه هذا الكوكب، ولكن ما أود تأكيده هو أن المشاعر والكلمات تترك أثرها فوراً على مشاعر صاحبها.
لذلك أنصحك في المرة القادمة إذا ذهبت إلى أحد تطلب وظيفة لديه أن يكون شعورك جيداً ومشعاً بالسعادة والسلام لإنك ستترك لديه انطباعاً جيداً وتصبح فرصة قبولك أكبر بكثير مما لو كنت متجهماً ومهموماً، فلن يراك حينها شخصاً مناسباً للعمل.