خطوتك الثانية هي تغيير ثقافتك المالية:
الركيزة الأولى: التوجيه الشفوي والمشاعر: المشاعر تولد الأفكار والأفكار تولد العادات والعادات تبني شخصيتك وشخصيتك تحدد مصيرك.
إن الغنى هو ثقافة والفقر أيضاً ثقافة... أليست الثقافة مجموعة من الأفكار والمفاهيم تجاه أمر معين يتربى عليه شخص أو مجتمع أو أمة؟ كل شخص يتصرف ويعيش حياته على الثقافة والعادات التي تربى عليها... من يعتاد الفشل -لأنه يعتقده فشلاً- يبقى طوال حياته بائساً لأنه أصبح عادته، ومن يعتاد النجاح يبقى طوال حياته ناجحاً لأنه أصبح عادته! هذا ما علمنا إياه المعلم سقراط: إن النجاح عادة وليس امتياز.
إني أؤمن تماماً بواقعية المقولة المشهورة: "الأغنياء يزدادون غنىً والفقراء يزدادون فقراً" فهي واقع واضح أمامك! ولكني أؤمن بشكل أكبر بكثير -من خلال تجربتي الشخصية وتجربة الآلاف ممن أعرفهم أو سمعت عنهم أنا وأنت- بسهولة كسر هذه القاعدة والإفلات منها من خلال معرفة مسبباتها!!
الطفل الغني: يعتاد من قبل أن يبدأ بفهم الكلمات وحتى بلوغه على عبارات مثل: المال متوفر – أنا ناجح – الحياة وفيرة – المال يجلب لي السعادة... ولأنه من الأغنياء فهو بالطبع يحب الأغنياء ويشعر بالخير تجاه الجميع والعطف تجاه الفقراء لأنهم لا يعيشون مثله، وإذا كنت تعرف واحداً أو أكثر من الأغنياء لا يكترثون بالفقراء فكن على ثقة بأن النسبة الساحقة من الأغنياء يهتمون بالفقراء أكثر بكثير منك. لقد كان لدي نفس هذه الاعتقاد مثلك عندما كنت فقيراً مثلك، ولكني بعد أن أصبحت غنياً وناجحاً –لأني آمنت وعملت بما تقرأه أنت الآن- أدركت العكس تماماً، فقد أصبحوا أصدقائي وأعرف عنهم الكثير... إذا كان لديك فعلاً هذا الاعتقاد فهذا أول ما عليك تغييره للبدء بتغيير ثقافتك المالية لأنه يقف حاجزاً صلباً بينك وبين نجاحك.
الطفل الفقير: يعتاد منذ نعومة أظفاره على الحاجة والفقر ولا يسمع من المحيطين به إلا عبارات: الفقراء يدخلون الجنة والأغنياء إلى الجحيم – إن الحياة قاسية وأخاف عليك أن تموت جوعاً – الأغنياء سرقوا كل الأموال – المال لا ينبت على الشجر – والعبارة الأسوأ: لا يمكن أن يكون هذا المال من نصيبي فأنا أعرف حظي البائس!
والنتيجة ماذا؟ الأول يعتاد على أن الحياة فرصة لنعيشها بسعادة وأن الغد أجمل من اليوم، وأنا قادر على النجاح، والثاني بعكسه تماماً: سوف أموت جوعاً ولن أستطيع فعل أي شيء، وكلاهما فعلاً يمضي حياته بالطريقة التي آمن بها واعتقدها.
يقول هنري فورد: "سواء كنت تؤمن أنك قادر على النجاح أو أنك عاجز فبكلا الحالتين أنت محق"، إنه إيمانك وعاداتك في التفكير ... ولك الخيار.