- إرادة الشّفاء وشفاء الإرادة - الدكتور أسامة فهد الزغير
ماذا سيحدث معي؟ كيف سيتطوّر المرض؟ ماذا تقدّمون لي؟
قلت: السّؤال الأهمّ ماذا عليّ أن أفعل؟
قال: معك حق... بأي المأكولات تنصحني، وعن أي الطّيبات ستمنعني؟
قلت: أنصحك بالطّيبات الّتي تطيب بها صحّتك، فيطيب جسدك ونفسك وروحك.
كلّ طعام خلقه الله للنّاس طيّب، وما نسمّيه طعاماً غير صحيّ جاء من بعض ما صنعت أيدينا، أو ممّا خالفنا به ميزان الطّبيعة الّذي خلق بحسبان.
نسبة الخضار إلى الحبوب في الطّبيعة أعلى، ونسبة الأنعام إلى الحبوب تكاد لا ترى، فإن جعلنا نسبة مكونات الطّعام طبيعيّة متوافقة مع ميزان الطّبيعة طاب مأكلنا.
ثم إنّ الله خلق الدّهن في منتجات الحيوانات والسّمن من الألبان، فما بالنا نصنع السّمن من النّبات مهدّرجاً ثمّ نرجو منه صحّة وعافية. وخلق الفواكه طيّبة نأكلها طازجة فننعم بالسّكريّات الطّبيعيّة الّتي تحويها، فجاء بعضنا ينتقي الحبّات الّتي أصابها التّعفن ثمّ يخمّرها فيشربها حجاباً للعقل في أوّلها، وسمّاً قاتلاً للكبد في أوسطها، واعتلالاً جهازيّاً في آخره.
من العشب نبات خلق دواء لبعض الحيوانات يعرفونه ولا يأكلون منه إلّا بمقدار الحاجة عند المرض. جاء الإنسان ليحوّل هذا الورق الأخضر إلى يابس ثمّ يلفّه في ورق صناعي ويحرقه فيستنشق دخّانه الّذي يدخل جوفه سمّاً فتّاكاً ينشر السّرطان حيث حلّ، ويخرّب الرّئة ويصلّب الشّرايين ويؤهّب للجلطة القلبيّة والدّماغيّة ثمّ يأتي مشلولاً يتساءل ماذا سيفعل بي، وإن لمّحت إلى التّدخين يقول: دكتوووووور.. هذا لا تقرب عليه، فهو صديق عمري!!!!
إرادة الشّفاء تتناغم مع إرادة أسبابه، وأسباب الشّفاء تأتي بالفعل لا بالقول، فهل أردنا الشّفاء حقّاً أم أنّنا نريد مراجعة إرادتنا المريضة فإذا شفيت جاء الشّفاء "ألا إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه ألا وهي القلب".