تخيّل نفسك تعيش في العصر السابق للعالم العظيم "نيوتن" أي قبل أن يتم اكتشاف الجاذبية الأرضية، حينها إذا وقعت تفاحة من يدك وهوت إلى الأرض فسوف تحتار في أمرك وتقول لنفسك: "ما الذي جعلها تسقط؟ لا يوجد أي قوة مرئية أو شيء ملموس سحبها للأسفل!! لكنها بالفعل قد سقطت." فهل كنت حينها ستنكر أنها سقطت؟ بالطبع لا. حسناً إذاً: طبّق هذه الفكرة على قانوننا العظيم: قبل عصر نيوتن كان الناس يعيشون ويلمسون آثار قانون لا يعلمون عنه أدنى فكرة، وأنا اليوم أمام قانون غامض يتيح لي كل ما أتمناه من رغد العيش، فهل أنتظر عشرات أو مئات السنين حتى يتم تفسيره؟ أم أبدأ باستثماره من اليوم !!!

هل أعجبك مثال الكهرباء ومثال ما قبل عصر نيوتن؟ هناك مئات إن لم يكن آلاف الأمثلة غيرها لا مجال لذكرها، وإذا تمعنت قليلاً وحاولت البحث عن أمثلة شبيهة فبالطبع سوف ترى كثيراً من الأمور لم تكن منتبهاً لها رغم أنك تعيشها في كل لحظة.

دعني أيضاً أعرض عليك هاتين الفكرتين البسيطتين:

   أنت الآن مقتنع تمام القناعة بوجود وصحة قانون الجاذبية الأرضية الذي اكتشفه العالم العظيم نيوتن، لكن هل تراه بعينك؟ هل لمسته يوماً ما؟ هل شعرت يوماً وأنت جالساً على كرسيك أن هناك شيء يسحبك إلى الأرض؟ لا أعتقد! أن شيئاً مما ذُكر قد حصل معك، ولكن ما يحصل معك هو فقط أنك إذا سقطت من مكان عالٍ فسوف تسحبك الجاذبية إلى الأرض، وهنا نقول إن حادثة السقوط هي حدث أو نتيجة وليست شعور وبالتالي فأنت تتأثر بنتائج القانون لكنك لا تشعر به بأي حاسة من حواسك!! وهذا ما يجعلنا نقول:

نحن لا نعتمد على حواسنا الخمسة بكل شيء، لأن هناك ما يحصل ولا تعلمني حواسي به!