قبل أن تخطو الخطوة الأولى في طريق الوصول إلى السعادة الكاملة أطلب إليك أن تتذكر دوماً أن السعادة لا تكتمل إلا باكتمال مكوناتها، ومن المؤكد طبعاً أن المال وحده لا يجلب السعادة إن افتقرت حياتك إلى باقي عناصرها.
إن كان وضعك المادي ليس جيداً فقد تقول: "أعطني المال ولا أريد شيئاً آخراً سواه، فالمال يجلب لي كل ما أتمناه" ... هل ترى ذلك فعلاً! أنت الآن تعتقد أن كامل السعادة تتحقق بامتلاكك للمال الكثير لأنك تفتقده الآن وتحتاج إليه، ويمكنك إدراك معنى كلامي إذا قمت بدراسة بسيطة على بعض الأشخاص المحيطين بك أو الذين سمعت عنهم فسترى البعض منهم يملك مئات الملايين ولكنه غير قادر على سبيل المثال أن يتناول أغلب الأطعمة التي يحبها لوجود مرض في معدته، أو الذي لا يرغب بالعودة إلى بيته حتى منتصف الليل لأنه على خلاف دائم مع زوجته! أي حياة هذي التي لا يوجد فيها إلا المال ... الحياة زاخرة بكل ما تتمنى ... الصحة والعلاقات الجيدة والأسرة السعيدة والأصدقاء ... إنها فعلاً كذلك، وستكون كذلك عندما تخطو خطوتك الأولى بشكل مختلف.

خطوتك الأولى هي اكتساب عادات جديدة مختلفة بعض الشيء عما اعتدت عليه، وسيحدث ذلك بسهولة ويسر كما سترى، وستكون أكثر فاعلية وتنظيماً لطريقك إلى المستقبل، وأولى هذه العادات هي إعطاء القيمة لوقتك وتنويعه وإشباعه بكل الأنواع اللازمة للحفاظ على صحة عقلك طوال اليوم.
لا أقصد هنا التقيد بساعات محددة أو أنظمة روتينية يومية، فسر المعادلة الأهم هو عدم تقييد أفكارك أو تعقيد الخطوات بنظام ممل وملزم، بل سيكون ذلك بسهولة ويسر كما سترى.
فخلال يومك بدءً من الصباح وحتى نومك يبقى عقلك في عمل مستمر ودون كللٍ أو ملل، وإذا جربت في أي وقت خلال اليوم أن تراقب أفكارك لمدة دقيقة واحدة ستجد كماً هائلاً من الأفكار تأتي وتذهب، وأغلبها غير متصل ببعضه، ومهما حاولت إيقاف تدفق الأفكار ولو لمدة ثانية واحدة فلن تستطيع مهما حاولت (جرب ذلك الآن إن أردت).
يحدث هذا لأن مخك لم يعتد بعد على نيل كافة مستحقاته منك بانتظام ... عليك أن تمنحه سبعة أصناف من طرق التفكير كي يكون أداءه بالشكل الأمثل، وعندما يصبح بالشكل الأمثل فكل شيءٍ تحتاجه للنجاح سوف ينكشف أمامك بشكل طبيعي ولا إرادي.
يقول الدكتور "دانيال سيجل" والذي استمر لسنوات في بحثه عن الطرق الأكثر صحة لتنظيم أوقات وأنواع التفكير والتي تعطي المخ رفاهيته التي يحتاجها، يقول: